مفهومها

عرف حمدي (2011) بيئة التعلم الشخصية بأنها “عبارة عن مجموعة من خدمات الإنترنت بمختلف سياقاتها لخدمة جانب تعليمي أو أكثر، وعلى المتعلم أن يخطط ويبني ويخصص المحتوى الموجود حسب احتياجاته المعرفية والتي تختلف من متعلم لآخر” (ص. 323).

وبتفصيلٍ أكثر عرفها العزب وآخران (2013) بأنها منصة تعلم شخصية تقدم عبر الويب، يتم الوصول إليها باستخدام أجهزة المحمول أو سطح المكتب، تتمركز حول المتعلم، بحيث يحدد فيها المتعلم جميع الأدوات والتطبيقات التفاعلية والمواد والموارد البشرية ويتفاعل معها، وتسمح له بالتحكم بها وإدارتها والتكيف معها وفقًا لاحتياجاته وتفضيلاته التعليمية وأسلوب تعلمه ومهمات وأنشطة وأهداف تعلمه الخاصة بسياق التعلم في الوقت والمكان الذي يناسبه، ومشاركة مصادر التعلم والمحتوى مع أقرانه والتواصل معهم بالتعليق أو الحوار، وتنظيمها ذاتيًا وتكوين المعارف وجمعها ونشرها طبقا لاستراتيجيات تعليمية يتبعها المتعلم أو المتعلمون الآخرون في تعلمهم” (ص. 340).

أما القاضي وكفافي (2016) فيصف بيئة التعلم الشخصية من خلال تعريفه لها بأنها “كيان انتقائي يضم مجموعة من الأدوات والخدمات والبرمجيات الاجتماعية يمكن للمتعلم تخصيصها حسب احتياجاته ورغباته وإمكانياته وإدارة عملية تعلمه في ظل إرشاد المعلم ودعمه” (ص.134).

ويعرفها رمود (2017) بأنها عبارة عن: “نظم تساعد الطلاب في إدارة عملية تعلمهم وبناء معارفهم، وتساعدهم على إنتاج واستهلاك الموارد التعليمية حسب الحاجة، بحيث يحصل كل متعلم على المحتوى التعليمي المخصص له بشكل فردي عبر المدونات التعليمية، أو يتشارك مع مستخدمين آخرين في بناء المحتوى ويتبادله معهم بدلًا من الاحتفاظ به، وذلك عبر محرر الويكي في سياق بيئة تعليمية اجتماعية” (ص. 25).

ومن التعريفات السابقة يتضح أن بيئة التعلم الشخصية هي عبارة عن بيئة إلكترونية خاصة بالمتعلم، تمكّنه من تجميع وتنظيم مجموعة متنوعة من الخدمات والتطبيقات داخل هذه البيئة والتي تساعده على إدارة عملية تعلمه الخاصة، وجمع المحتوى والأدوات التي يحتاجها لتحقيق أهداف عملية التعلم وفقًا لأسلوبه الخاص، كما تتيح له التواصل مع معلميه وأقرانه.

خصائص بيئات التعلم الشخصية

تتسم بيئات التعلم الشخصية بعدد من الخصائص، ويمكن إيجازها فيما يلي (خليل وهداية، 2018؛ العزب وآخرون، 2013؛ الغامدي وعلي، 2018):

  1. الشخصية:تعتمد بيئة التعلم الشخصية على الاحتياجات الشخصية للمتعلم وأسلوب تعلمه وما يفضله لتحقيق الهدف التعليمي المحدد من قبل المعلم أو الأهداف التي يسعى المتعلمون إلى تحقيقها بأنفسهم والتي ترتبط بطبيعتهم وتفضيلاتهم.
  2. البنائية الاجتماعية:تعتمد بيئة التعلم الشخصية بشكل أساسي على مبدأ الاجتماعية وعلى تفاعلات المتعلم ومشاركته للمعرفة مع المتعلمين الآخرين أو المعلمين أو أقرانهم.
  3. مركزية المتعلم:يكون المتعلم في هذه البيئات هو محور التعلم وهو المسؤول عن تحقيق تعلمه والوصول إليه والوصول إلى مصادر التعلم والبحث عنها وفيها، وهي بذلك تختلف عن نظم إدارة التعلم التي اعتمدت على إبداع المعلم والمؤسسات التعليمية.
  4. التكيف:تتغير وتتكيف بيئات التعلم الشخصية وفقًا لحاجات المتعلمين وتفضيلاتهم التعليمية ومتطلباتهم الشخصية.
  5. التكامل بين التعلم الرسمي وغير الرسمي:تمكن هذه البيئات عملية الربط والتكامل بين التعلم الرسمي وغير الرسمي وفرص التعلم مدى الحياة خصوصا في السياقات الخاصة بالتعليم، ويتاح كلا النوعان في هذه البيئات وذلك من خلال أدوات الويب 0 المختلفة واستخدام استراتيجيات تعليمية لاستخدام كل أداة من الأدوات لدعم التعلم الرسمي ولتحقيق أهداف التعلم.
  6. التفاعلية والإبحار: تسمح بيئات التعلم الشخصية للمتعلمين بالتفاعل مع واجهات تصميم التفاعل الخاصة بالبيئة ذاتها ومكوناتها وخدماتها المختلفة.
  7. المشاركة: سواء كانت هذه المشاركة مشاركة المستخدم في إثراء محتوى الويب، أو مشاركة المستخدمين بعضهم البعض الهوايات والملفات والصور إلى غير ذلك مكونين بذلك شبكة اجتماعية من الأفراد.
  8. الوصول والإتاحة:يمكن الوصول إلى هذه البيئات بخدماتها المختلفة في كل وقت ومن أي مكان ومن أي جهاز متصل بالويب سواء من خلال الحاسب المحمول، أو أجهزة سطح المكتب (الحاسب الشخصي)، أو الهواتف المحمولة بمختلف أنظمة تشغيلها.
  9. التطور الذاتي:تعطي بيئات التعلم الشخصية للمتعلم القدرة على اتخاذ القرار حول ما سيتم مشاركته أو ما لا يتم مشاركته مع الآخرين، كما تساعد مستخدميها على تطوير البيئات نفسها وإثراءها من خلال الاتصال بمطوري المواقع ومقدمي الخدمات لتحسين وتطوير هذه البيئات بإضافة بعض المميزات لها أو حذف جوانب القصور منها.
  10. المجانية أو انخفاض التكاليفيُمكن لأي متعلم إنشاء بيئة تعلمه الشخصية دون تحمل أي تكاليف، إلا في حالة أراد المتعلم الاستفادة من بعض الخدمات الإضافية فيكون ذلك بمقابل مادي بسيط.
  11. منصة للقراءة والكتابة معا: تُمكن هذه البيئات المستخدم من القراءة والكتابة بما يضمن التفاعلية بشكل مستمر.
  12. المرونة:يستطيع الطلاب ومستخدمي هذه البيئات بناء المحتوى والبحث عن مصادر التعلم وفق حاجاتهم ورغباتهم الشخصية أو أنشطة ومهمات وأهداف تعلمهم، كما تمكن مستخدميها من التحرير في أي وقت ومن أي مكان.
  13. مفتوحة المصدر:يُسمح لمستخدمي هذه البيئات التعديل في الأكواد البرمجية بالإضافة أو الحذف لبعض مكونات البيئة لتتلاءم مع متطلبات التصميم التعليمي المطلوب.

أهداف بيئات التعلم الشخصية

تهدف بيئات التعلم الشخصية إلى مساعدة الطلاب على مراقبة وتنظيم عملية التعلم الخاصة بهم وتقديم الدعم لهم عن طريق تحديد أهداف التعلم الخاصة بهم وإدارة عملية التعلم وإدارة المحتوى والعملية على حد سواء والتواصل مع الآخرين في عملية التعلم، وبالتالي تحقيق أهداف التعلم، كما تساعد مثل هذه البيئات المتعلم على إنتاج واستهلاك الموارد التعليمية حسب حاجته، بهذه الطريقة سوف تضمن أن كل متعلم سيحصل على المحتوى المخصص له (الخليفة، 2008).

أهمية بيئات التعلم الشخصية

لبيئة التعلم الشخصية أهمية تربوية كبيرة، ويمكن توضيحها فيما يلي (علي، 2016):

  1. تشجع المتعلم على التواصل في العملية التعليمية.
  2. يكون المتعلم فيها مسؤولًا عن تنظيم المعلومات بدلا من أن يكون هذا التنظيم مفروضًا عليه.
  3. تساعد على تحويل دور المعلم إلى مرشد وميسر وناصح ومجمع لمصدر التعلم.
  4. تقدم مصادر متنوعة للتعلم بما يجعل بيئة التعلم ممتعة ومحفزة لدافعية الطلاب نحو التعلم.
  5. تعتمد على تفريد عملية التعلم بما يسهم في مساعدة المتعلم على بناء وتنظيم تعلمه والتحكم فيه.
  6. تساعد المتعلم على التحكم في بيئة تعلمه من أجل المشاركة الفعالة في أداء الأنشطة.
  7. تساعد على إعداد محتوى أصيل من خلال عناصر الوسائط المتعددة الأصيلة كالفيديو والنص والصور وغيرها بطريقة تدعم تواصلا وتعلما فعالا.
  8. تساعد على التكامل بين التعلم الرسمي داخل المؤسسة التعليمية والتعلم الغير رسمي خارجها.
  9. تقدم محتوى قائما على الوسائط المتعددة من مواقف حياتية واقعية بمختلف أنحاء العالم.
  10. تساعد على تيسير إعداد المتعلم للمحتوى في ضوء الأنشطة المقدمة وأدوات وخدمات شبكات الإنترنت المتاحة.

أنماط بيئات التعلم الإلكتروني الشخصية

يوجد لبيئات التعلم الإلكتروني الشخصية ثلاثة أنماط رئيسة، يمكن توضيحها فيما يلي (رمود، 2017):

  1. بيئات التعلم الشخصية القائمة على المعلم: حيث يقوم المعلم بتصميم بيئة تعلم شخصية تفاعلية نشطة يتم من خلالها تبادل المعارف والخبرات التعليمية ويتيح الفرصة لمشاركة الطلاب في تحديد الأهداف التعليمية وطرق تحقيقها.
  2. بيئات التعلم الشخصية القائمة على التشارك بين المعلم والمتعلمين في التصميم (التشاركية):في هذه البيئات يعمل المعلم والمتعلمون بشكل تعاوني لتصميم المحتوى، وأساليب التقييم والبيئة المادية للتعلم، وهنا يصبح المتعلمون مسئولين عن اكتساب المعارف والمهارات واختيار الأدوات التي تساعدهم في الوصول إلى مصادر تعلم متنوعة لتجميع عناصر المحتوى التعليمي من خلال نظام واضح ومرن سهل الاستخدام، واستراتيجيات التعلم المناسبة لتحقيق أهداف تعلمهم، مع تدعيم المناقشات الجماعية لتبادل الآراء.
  3. بيئات التعلم الشخصية الموجهة بواسطة المتعلم (الفردية)يكون المتعلم في هذا النمط مسؤولا عن تصميم البيئة وخبرات التعلم والمهمات التعليمية ويصبح دور المعلم في هذه المرحلة شريكا موجها لعملية التعلم.

متغيرات لبيئات التعلم الشخصية

  • أثر اختلاف بيئة التعلم الإلكتروني (الافتراضية / الشخصية)
  • فاعلية بيئة تعلم شخصية محددة المصدر
  • بيئة تعلم شخصية قائمة على التعلم المنظم ذاتياً
  • بيئة تعلم شخصية قائمة على النظرية التواصلية
  • أدوات بيئات التعلم الشخصية وأثرها

 

بحوث حول بيئات التعلم الشخصية

  • أثر التفاعل بين نمط الدعم في بيئة تعلم شخصية ومستوى التعلم المنظم ذاتياً على تنمية مهارات تطوير عناصر التعلم الرقمية لدى طلاب تكنولوجيا التعليم
  • نموذج لبيئة تعلم شخصية قائمة على الإحتياجات والمعايير وأثرها على التنظيم الذاتي والقابلية للإستخدام لدى طالب تكنولوجيا التعليم
  • أدوات بيئات التعلم الشخصية وأثرها في تنمية مهارات إنتاج الرسوم التعليمية المتحركة
  • أثر تطوير نظام لبيئات تعلم شخصية في تنمية مهارات توظيف بعض تطبيقات الويب 2.0 في التدريس لدى معلمي الحاسوب
  • أثر بيئات التعلم الشخصية عبر الشبكات الإجتماعية في تنمية بعض مهارات إدارة المعرفة الشخصية لدى طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم

 

المراجع

  • حمدي، رنا محفوظ محمد .(2011) أثر توظيف بيئة تعلم إلكترونية شخصية في تنمية مهارات تصميم المحتوى الإلكتروني لدى معلمي الحاسب الآلي واتجاهاتهم نحوها. المؤتمر العلمي السابع: التعلم الإلكتروني وتحديات الشعوب العربية: مجتمعات التعلم التفاعلية: الجمعية العربية لتكنولوجيا التربية العربية وجامعة القاهرة – معهد الدراسات التربوية، مج 1، القاهرة: معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، 315 – 354.
  • الخليفة، هند سليمان (2008). نظم إدارة التعلم الإلكتروني إلى بيئات التعلم الشخصية. الرياض: كلية علوم الحاسب والمعلومات جامعة الملك سعود.
  • العزب، هبه عثمان فؤاد، خميس، محمد عطية، وفرج، يسرية عبدالحميد (2013). تصميم بيئة تعلم شخصية لتنمية مهارات استخدام برنامج الفلاش لدى طلاب تكنولوجيا التعليم واتجاهاتهم نحوها. مجلة البحث العلمي في التربية بجامعة عين شمس، (14)، 329 – 394.
  • علي، نيفين أحمد خليل (2016). بيئة تعلم شخصية لتنمية بعض المفاهيم التكنولوجية لدى الطالبات المعلمات بشعبة رياض الأطفال. دراسات في المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، (213)، 238 – 281.
  • عمر، إيمان حلمي علي (2017). أثر اختلاف بيئة التعلم الإلكتروني (الافتراضية / الشخصية) على تنمية مهارات توظيف مصادر التعلم لدى معلمي المرحلة الابتدائية. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، (89)، 212 – 284.
  • الغامدى، أحمد مستور صالح، وعلي، أكرم فتحي مصطفى (2018). أثر تطوير نظام لبيئات تعلم شخصية في تنمية مهارات توظيف بعض تطبيقات الويب 2.0 في التدريس لدى معلمي الحاسوب. مجلة العلوم التربوية والنفسية: المركز القومي للبحوث غزة، 2(6)، 48 – 71.
  • القاضي، حنان يوسف حمد، وکفافي، وفاء مصطفى (2016). فاعلية بيئة التعلم الشخصية (Personal Learning Environment) في تنمية مهارات البحث العلمي والاتجاه نحوها للطالبات (المستقلين – المعتمدين) إدرکیاً بماجستير تقنيات التعليم في جامعة الملك عبدالعزیز. المجلة الدولية للتعليم بالإنترنت، 123-189.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

wpChatIcon
wpChatIcon