مفهوم التعريف المصغر

يُعرف التعليمُ المصغّرُ بالّلغة الإنجليزيّة بمصطلح (Microteaching)، وهو عبارةٌ عن وسيلةٍ تعليميّةٍ تهدفُ إلى تطبيقِ مفهوم التعليم، ولكن ضمن حدودٍ معينة، أو مساحةٍ مخصّصة بالاعتمادِ على تدريس فقرةٍ معينةٍ، أو موضوعٍ ما ضمن قواعد اتُّفِقَ عليها مسبقاً، وأيضاً يعرف التعليم المصغر بأنّه موقفٌ تدريبيٌ يساهمُ في تأهيل المعلمين من خلال وجودهم في مجموعةٍ من المواقف التعليمية المصغرة، وتقييم طبيعة تعاملهم معها، من أجل العمل على تدريبيهم على الطُرق المناسبة للتعامل مع المواقف التي تواجههم داخل الغرفة الصفية، مثل: أن يسألهم أحد الطلاب سؤالاً لا يملكون الإجابة عنه، أو مساعدتهم لمعالجة العراك في حال حدوثه بين الطلاب في الغرفة الصفية.

ولقد عرفه «بيك وينكر» بأنه صورة مصغرة للتعليم يحدد حسب حجم الصف والزمن والمهمة والمهارة.

يمكن تعريف التعلم المصغر إجرائياً بأنه: “أسلوب يقوم على تقديم المحتوى التعليمي والدراسي على شكل مكونات ومقاطع جزئية وصغيرة في الحجم والمضمون، عبر العديد من الوسائط التقنية المتعددة والتي منها مقاطع الفيديو القصيرة التي لا تتجاوز (3 دقائق) كحد أقصى، ويجب أن يكون مُخطط لها مسبقاً بشكل جيد وقابلة للهضم والاستيعاب، وتتم في مدد زمنية قصيرة” (تامر الملاح، 2020).

ويرتكز التعليم المصغر على المقومات Pro Positional الخمس التالية :

1- التعليم المصغر تعلم حقيقي بالرغم من الوضع التعليمي للمدرس، کوضع مصطنع، بمعنى أن المعلم والطلاب يعملون معا في وضع تدریبی .
2- أنه يبسط العوامل المعقدة التي تتدخل في الموقف التربوي العادي.
3- يركز على التدريب من أجل انجاز واجبات محددة، قد تكون ممارسة مهارات تعليمية أو ممارسة فنون، وأساليب تدريسية، أو السيطرة على بعض مواد المنهاج او عرض طريقة معينة في التدريس.
4- يسمح بالمراقبة المتزايدة للممارسة، وإتاحة المعالجة الماهرة لفروض وعناصر الوقت، والتلاميذ، وأساليب التغذية الراجعة (Feed Back)، واسلوب مشاهدة المعلم المشرف على الدرس، ونتيجة لذلك يمكن ادخال درجة عالية من السيطرة أو الرقابة على برنامج التدريب.
5- يعزز عنصر معرفة النتائج والتغذية الراجعة، اذ يحصل المدرس على كافة مصادر المعلومات المتصلة بسلوكه، كتابة ومشاهدة وسماعة، ويستطيع أن يحلل الدرس بمساعدة المشرف في ضوء الاهداف التي حددها لنفسه، والتفحص النقدي بأوجهه المختلفة، على أن يترجم ذلك الى افعال بعد مغادرة المتدرب الدرس، مرة اخرى بعد جلسة النقد (Critgu Session).

اذن فالتعليم المصغر هو ممارسة طبيعية ضرورية لعديد من المناشط التربوية فهو يمد المعلمين بقاعدة مأمونة لاكتساب المهارات.

خصائص التعليم المصغر

يختلف التعليم المصغر عن التعليم المتعارف عليه اختلافًا كبيرًا، ويمكن ملاحظة هذا الاختلاف من خلال التعرف على خصائصه، حيث تتميز خصائص التعليم المصغر بالآتي:

  • تشمل جلسات التعليم المصغر معلمًا ومدربًا أو مشرف مدرسة يشرف على هذا المعلم ومجموعة صغيرة من أقرانه المعلمين.
  • تسمح جلسات التعليم المصغر للمدرسين بممارسة وصقل أساليب التدريس الخاصة بهم في بيئة محاكاة قبل وضعها موضع التنفيذ مع الطلاب في المدرسة.
  • باستخدام طرق وأساليب التدريس التي يراها المعلم الطالب مناسبة يقوم بإجراء درس قصير عادة ما يكون طوله من 5-20 دقيقة.
  • تركز جلسات التدريس المصغر على مهارة تدريس واحدة في كل مرة، إذ يوفر هذا التركيز الفردي الفرصة للمعلمين الطلاب لإتقان كل تقنية من خلال تخطيط وتعليم الدرس نفسه عدة مرات، وإجراء تعديلات بناءً على ملاحظات النظراء من المعلمين والمدربين.
  • في بعض الأحيان يتم تسجيل الجلسة حتى يتمكن المعلم الطالب من مشاهدتها لاحقًا للتقييم الذاتي، وبعد جلسة التدريس المصغر يتلقى المعلم ملاحظات من المدرب والأقران، ويجب أن تكون ملاحظات الأقران محددة ومتوازنة، حيث تشمل هذه الملاحظات على نقاطِ القوة، والضعف أيضًا.
  • يخطط المعلم للطالب لنفس الدرس ويعلمه مرة ثانية، والهدف هو دمج التغذية الراجعة من جلسة التدريس المصغر الأولى لإتقان المهارات والأساليب التي تم ممارستها.

اسباب انتشار التعليم المصغر

1- يساعد في تركيز الانتباه على السلوك التعليمي، وما تفعله خلال التدريب مما يجعله احد الأساسات الملائمة في بدء تحليل وظيفة المعلم.
2- انه ممكن التطبيق، وفي وسع المعلمين وطلاب الجامعات والمعاهد، الذين يعدون انفسهم للتدريس، أن يتمتعوا بالرضى والارتياح له، لأنهم يشبعون حب الاستطلاع الطبيعي، وان يشاهدوا انفسهم كما يشاهدهم الآخرون، وان مشاهدات المعادة ( Play – Back ) جذابة، كما أن ردود الفعل الأولية لها بتلوها تقدم ملحوظ في مهارة التعلیم وارتياح الى تحسن التفاعل بين المعلم والطالب.
3- لقد تم تجريب هذا الأسلوب واختباره میدانیا، كما دلت الأبحاث على أن التعليم المصغر يفيد الطلاب الذين يخططون ليصبحوا معلمين.
4- ان برامج التعليم المصغر آخذة بالتحسن والتطور، مما يؤكد فعالیته على الأمد البعيد في التدريب اثناء الخدمة وبعدها. كنتيجة لتقدم المعرفة.

تطبيقات التعلم المصغر (أمثلة):

  • حافظات الشاشة التي تطلب من المستخدم حل سلسلة قصيرة من المهام البسيطة بعد قدر من عدم النشاط.
  • اختبارات الاختيار من متعدد على الهواتف المحمولة بالاستفادة من خدمة الرسائل القصيرة أو تطبيقات الهاتف جافا (منصة برمجية) جافا وميدليت، ونظام تشغيل (سيمبيان).
  • كلمة اليوم مثل تغذية أر إس إس- اليومية أو البريد الإلكتروني.
  • برنامج بطاقات الاستذكار لحفظ المحتوى عن طريق التكرار المتباعد.

التعلم المصغر بحاجة لمصدر مع وحدات ونشاطات تعلم قصيرة المدى، وبوجه عام، يشير تعبير التعلم المصغر إلى وجهات النظر الجزئية في سياق التعلم، والتربية والتدريب، وكثيرًا ما يستخدم هذا التعبير في مجال التعلم الإلكتروني والمجالات ذات الصلة من المنظور الاستبدالي لعمليات التعلم في بيئات تقوم على المستويات الجزئية.

 

المصادر:

 

“Microteaching”, www.encyclopedia.com, Retrieved 29-12-2019. Edited.

“A Short Guide to Microteaching”, www.thoughtco.com, Retrieved 29-12-2019. Edited.

“Microteaching, an efficient technique for learning effective teaching”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29-12-2019. Edited

https://mawdoo3.com/مفهوم_التعليم_المصغر

https://www.new-educ.com/التعلم-المصغر-و-التدريب-المصغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

wpChatIcon
wpChatIcon